المبحث الأول: الشيعة لغة


أطلقت كلمة الشيعة مراداً بها الأتباع والأنصار والأعوان والخاصة.
قال الأزهري: (والشيعة أنصار الرجل وأتباعه، وكل قوم اجتمعوا على أمر فهم شيعة)  (1) .

الأزهري 
نسبة :
هو العلامة أبو منصور ، محمد بن أحمد بن الأزهر بن طلحة الأزهري الهروي اللغوي الشافعي 

مؤلفاته 

تهذيب اللغة " المشهور ، وكتاب " التفسير " ، وكتاب " تفسير ألفاظ المزني " ، و " علل القراءات " ، 

وكان رأسا في اللغة والفقه . ثقة .

مات في ربيع الآخر سنة سبعين وثلاثمائةعن ثمان وثمانين سنة . 

وقال الزبيدي: (كل قوم اجتمعوا على أمر فهم شيعة، وكل من عاون إنساناً وتحزب له فهو شيعة له، وأصله من المشايعة وهي المطاوعة والمتابعة (2) .
الزبيدي 
هو محمد بن الوليد بن عامر الإمام الحافظ ، الحجة ، القاضي أبو الهذيل الزبيدي ، الحمصي ، قاضيها . 

ولد في خلافة عبد الملك بن مروان وحدث عن نافع مولى ابن عمر , والزهري .

قال ابن سعد : كان الزبيدي أعلم أهل الشام بالفتوى والحديث ، وكان ثقة -إن شاء الله . 

قال ابن سعد : مات سنة ثمان وأربعين ومائة وهو ابن سبعين سنة . 

استعمال مادة (شيعة) في القرآن الكريم:
وردت كلمة شيعة ومشتقاتها في القرآن الكريم مراداً بها معانيها اللغوية الموضوعة لها على المعاني التالية:

1-  بمعنى الفرقة أو الأمة أو الجماعة من الناس:
قال الله تعالى: ثُمَّ لَنَنزِعَنَّ مِن كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِيًّا [ مريم:69]  أي من كل فرقة وجماعة وأمة  (3) .

2-بمعنى الفرقة:
قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ [ الأنعام:159] أي فرقاً  (4) .

3-وجاءت لفظة أشياع بمعنى أمثال ونظائر:
قال تعالى: وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا أَشْيَاعَكُمْ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ [ القمر:51] أي أشباهكم في الكفر من الأمم الماضية  (5) .

4- بمعنى المتابع والموالي والمناصر  (6) :
قال تعالى:   فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَذَا مِن شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ [القصص:15]  (7) .

المبحث الثاني: الشيعة اصطلاحاً


اختلفت وجهات نظر العلماء في التعريف بحقيقة الشيعة، نوجز أقوالهم فيما يلي:
أنه علم بالغلبة على كل من يتولى علياً وأهل بيته. كقول الفيروزأبادي: (وقد غلب هذا الاسم على كل من يتولى علياً وأهل بيته، حتى صار اسماً لهم خاصاً)  (1) .
هم الذين نصروا علياً واعتقدوا إمامته نصاً، وأن خلافة من سبقه كانت ظلماً له.

هم الذين فضّلوا علياً على عثمان رضي الله عنهما.

الشيعة اسم لكل من فضل علياً على الخلفاء الراشدين قبله رضي الله عنهم جميعاً، ورأى أن أهل البيت أحق بالخلافة، وأن خلافة غيرهم باطلة. وكلها تعريفات غير جامعة ولا مانعة إلا واحداً منها.

مناقشة تلك الأقوال:

أما التعريف الأول: فهو غير سديد، لأن أهل السنة يتولون علياً وأهل بيته، وهم ضد الشيعة.

وأما التعريف الثاني: فينقضه ما ذهب إليه بعض الشيعة من تصحيحهم خلافة الشيخين، وتوقف بعضهم في عثمان، وتولي بعضهم له كبعض الزيدية فيما يذكر ابن حزم  (2) .

ثم أيضاً ما يبدو عليه من قصر الخلافة في علي فقط دون ذكر أهل بيته.
والتعريف الثالث غير صحيح كذلك؛ لانتقاضه بما ذهب إليه بعض الشيعة من البراءة من عثمان. كقول كثير عزة:

برأت إلى الإله من ابن أروىومن دين الخوارج أجمعينا
ومن عمر برئت ومن عتيق غـداة دعي أمير المؤمنينا

ويبقى الراجح من تلك التعريفات الرابع منها لضبطه تعريف الشيعة كطائفة ذات أفكار وآراء اعتقادية  
وقال إحسان إلهي ظهير: إن لفظة الشيعة لا تطلق إلا على أتباع الرجل وأنصاره فيقال: فلان من شيعة فلان أي ممن يهوون هواه كما قال الزبيدي: كل قوم اجتمعوا على أمر فهم الشيعة وكل من عاون إنساناً وتحزب له فهو شيعة له, وأصله من المشايعة وهي المطاوعة والمتابعة.فلم يكن استعمال هذه اللفظة في العصر الأول من الإسلام إلا في معناه الأصلي والحقيقي هذا كما لم يكن استعمالها إلا لأحزاب سياسية وفئات متعارضة في بعض المسائل التي تتعلق بالحكم والحكام، وقد شاع استعمالها عند اختلاف معاوية مع علي رضي الله تعالى عنهما بعد استشهاد عثمان رضي الله عنه .

إنَّ الشيعة بأصولها ومعتقداتها لم تولد فجأة، بل مرت بمراحل كثيرة ونشأت تدريجياً.. وانقسمت إلى فرق كثيرة. ولاشك أن التتبع التاريخي والفكري للمراحل والأطوار التي مر بها التشيع يحتاج إلى بحث مستقل، ولهذا سيكون الحديث هنا عن: أصل النشأة وجذورها التاريخية، ولا يعنينا تتبع مراحلها ونشوء فرقها.. وسنبدأ بعض رأي الشيعة من مصادرها المعتمدة عندهم، ثم نذكر بعد ذلك آراء الآخرين.
فالمنهج العلمي والموضوعية توصي بأخذ آراء أصحاب الشأن فيما يخصهم أولاً.  

  (8)

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

شبهة ابن تيمة يقول من قتل رافضيا دخل الجنة

آية الوضوء

حفص عن عاصم