حفص عن عاصم

الشبهة الأولى :
كيف يكون عاصم وحفص إمامين في القراءات وهما ضعيفان ؟



لا يجوز حمل المعنى على فهم صاحب الشبهة بل يجب حمله على حسب فهم أهل المصطلح .. فهم صاحب الشبهة ليس بحجة .. الحجة هي  القواعد التي وضعها أهل الحديث بفهمهم ..

ويجب فهم مصطلح الحديث حسب استعمال من وضع هذه المسميات واصطلح عليها ..

قال ابن الجوزي عن عاصم :" وكان ثبتا في القراءة واهيا في الحديث لأنه كان لا يتقن الحديث ويتقن القرآن ويجوده وإلا فهو في نفسه صادق ..

معنى ثبت .. أنه في أعلى درجات التوثيق 
وأما قوله .. وإلا فهو في نفسه صادق .. يقصد ليس بكذاب أو وضاع أو من يقلب الأسانيد ..

وقال الذهبي:" فأما في القراءة فثبتٌ إمام ، وأما في الحديث فحسن الحديث

الحديث الحسن هو هو ما اتصل سنده بنقل العدل الذي خف ضبطه ( معنى خف ضبطه , يقصد إن الراوي لا يأتي بمتن الحديث على تمامه كما سمعة قد يزيد وقد ينقص لعدم حفظه التام لمتن الحديث )

وقال الذهبي :" كان عاصم ثبتاً في القراءة ، صدوقاً في الحديث ، وقد وثقه أبو زرعة وجماعة ، وقال أبو حاتم : محله الصدق ، وقال الدارقطني : في حفظه شيء ، يعني : للحديث لا للحروف " [3].

يقصد بقوله في حفظه شيء ، يعني : للحديث لا للحروف " يعني متون الحديث ولا يعني أحرف القران ..

أما عن حفص بن سليمان الأسدي فقد قال الحافظ ابن حجر :" متروك الحديث مع إمامته في القراءة " [4].
معنى متروك الحديث : قال ابن حجر في نخبة الفكر: ثم الطعن: إما أن يكون لكذب الراوي، أو تهمته بذلك، أو فحش غلطه، أو غفلته [عن الإتقان] ، أو فسقه، أو وهمه [بأن يروى على سبيل التوهم]، أو مخالفته [للثقات]، أو جهالته، أو بدعته، أو سوء حفظه [بأن يكون ليس غلطه أقل من إصابته] 

وقال الهيثمي :" وفيه حفص بن سليمان القاريء وثقه أحمد وضعفه الأئمة في الحديث " .

وقال المناوي وغيره :" حفص بن سليمان ابن امرأة عاصم ثبت في القراءة لا في الحديث " .
ثالثا : بإجماع أهل العلم بأن حفصاً وعاصماً إمامان في القراءات ولا يوجد طعن واحد فيهما في الحروف والقراءات ، والجميع يقرون بإمامتهما في الاقراء وماتعرضوا لعدالتهما ، أو الطعن بقراءتهما .



هناك فرق بين التوثيق للحديث و التوثيق للقراءة 

فشروط رواية الحديث أن يكون راويه عدلاً ضابطاً .وحفص بن سليمان بالإجماع عدل لكنه ليس ضابطاً لذلك ترك حديثه .

وهنا امثلة لبعض الأئمة يتقنون علم وفي علم اخر ليسوا متقنين 

أبو بكر بن عياش الأسدي إمام في القراءات أما الحديث فيأتي بغرائب ومناكير .( سير أعلام النبلاء 8/505) .

عمر بن هارون بن يزيد الثقفي البلخي قال الذهبي في " تذكرة الحفاظ 1/341) :" ولا ريب في ضعفه ، وكان إماماً حافظاً في حروف القراءات " .

وقال الذهبي في النقاش :" والنقاش مجمع على ضعفه في الحديث لا في القراءات " ( سير أعلام النبلاء 17/506) .


قد يكون إماماً في التفسير ولكنه غير قوي في الحديث :

مثال الضحاك بن مزاحم الهلالي الخراساني قال الذهبي في سير اعلام النبلاء (4/598) :" صاحب التفسير .... وليس بالمجود لحديثه " .


قد يكون ثبتاً في الحديث ضعيفاً في القراءات :

وكذلك الأعمش كان ثبتاً في الحديث ليناً في الحروف والقراءات . قال الذهبي 5/260: " - وكان الأعمش بخلافه- أي حفص - كان ثبتاً في الحديث ، ليناً في الحروف ، فإن للأعمش قراءة منقولة في كتاب " المنهج " وغيره لا ترتقي إلى رتبة القراءات السبع ، ولا إلى قراءة يعقوب وأبي جعفر والله أعلم " .


قد يكون إماماً في الفقه ضعيفاً في الحديث :

ألإمام أبو حنيفة : إليه المنتهى في الفقه والناس عليه عيال في الفقه ، قال الذهبي :" الإمامة في الفقه ودقائقه مسلمة إلى هذا الإمام ، وهذا أمر لا شك فيه " ( السير 6/403) وضعفه من جهة حفظه في الحديث النسائي وابن عدي والخطيب .قال النسائي :" ليس بالقوي في الحديث " ( الضعفاء والمتروكون 237 ) .


هل حفص وعاصم شيعيان ؟؟

إذا اراد الرافضة اثبات إن حفص وعاصم شيعيان عليهم أن يأتوا بأدلة من كتب السنة كتب الجرح والتعديل أنهما رافضيان واذا لم يستطيعوا يأتوا من كتب رجال الحديث عندهم بترجمة لحفص وعاصم وثباتهم على عقيدة الرفض .


حفص بن سليمان لم يترجم له الكشي ولا النجاشي ولا ابن داود الحلي ولا الخاقاني ولا االبرقي في " رجالهم " ( هذه من أوثق الكتب المعتمدة في الرجال للرافضة ). 
كل الي سوه أن  الطوسي ذكر حفص بن سليمان في رجاله (181) في أصحاب الصادق ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً ، وذكره القهبائي في " مجمع الرجال " (2/211) والحائري في " منتهى المقال " (3/92) وجميعهم ينقلون عن الطوسي ولم يذكروا فيه جرحاً أو تعديلاً ولم يذكروا أنه كان من الإمامية . 


وقد ترجم لحفص أحد علمائهم في الجرح والتعديل وهو آية الله التستري في كتابه " قاموس الرجال " ( 3/582) :" ولم يشر فيه إلى تشيع – أي حفص – " ، ... ثم قال : " وقد قلنا إن عنوان رجال الشيخ أعم - أي رجال الطوسي - " 

 نفى التستري أن يكون حفص رافضياً من الشيعة الإمامية، وليس كل من ذكره الطوسي في رجاله يكون رافضيا ، بل هو أعم فقد ذكر حتى النواصب في رجاله .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

شبهة ابن تيمة يقول من قتل رافضيا دخل الجنة

آية الوضوء